lundi 31 juillet 2017

عمل الطاعات لأجل فوائد في الدنيا

تمحيص جهاد الشام

الخطبة الأولى: إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، الحمد لله فالق الحب والنوى، والصلاة والسلام على من قال: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى). عباد الله: أهمية الإخلاص في العمل قال ربنا سبحانه: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَسورة غافر:14، وهذا الإخلاص روح العمل، فإذا فقد كان العمل ميتًا، وقد ابتلانا الله بحسن العمل فقال سبحانه: الذي خلقكم ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، والعمل الحسن: ما كان خالصًا لله، صوابًا على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن كل عمل عمله بسؤالين، لما؟ وكيف؟ لما عملت؟ العمل الحسن: ما كان خالصًا لله، صوابًا على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن كل عمل عمله بسؤالين، لما؟ وكيف؟ لما عملت؟ لله أو لغيره؟ لله خالصًا أو أشركت معه؟ وكيف عملته؟ وفق السنة أم على طريقة بدعة؟ أو على هواك؟ أو كيف ما اتفق؟ فلا ينجو يوم القيامة إلا من كان عمله في الدنيا خالصًا لله، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربنا سبحانه لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه، فلا يقبل عملاً أشرك معه العامل أحدًا فيه غير الله، (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه أحدًا غيري تركته وشركه) ، فمن عمل لغير الله فعمله حابط، ومن عمل لله، ولغير الله، فعمله حابط أيضًا، الأول أراد بالعمل غير الله،فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا سورة الكهف:110 فابتغاء غير الله بالعمل هذا بلا شك محبط للعمل، يوم القيامة يقال للذين كانوا يراؤون: اذهبوا إلى ما كنتم تراؤون لهم في الدنيا، فخذوا منهم أجركم، فمن عمل لغير الله فعمله باطل، والمرائي من هذا النوع؛ لأنه لا يقصد بعمله الله، بل يقصد الناس، فإذا رأوه عمل، وإذا لم يروه لم يعمل، قال تعالى عن المنافقين: يراؤون الناسيُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاًسورة النساء: 142، الناس يعملون ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، هذا من عمل لغير الله، ومن عمل لله ولغير الله، فقد أشرك، وهذا الشرك لا يقبله الله، (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) ، وهناك من يعمل للدنيا، لا يريد بعمله إلا الدنيا، قال الله تعالى في شأنه: مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَسورة هود:15-16، مثال: قال الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُسورة الحـج:11، قال المفسرون: كان الرجل من العرب يسمع بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة، وما أقام فيها من دولة الإسلام، فيهاجر إليها، فيمكث في المدينة، فإن ولدت امرأته غلامًا، ونتجت خيله، تناسلت وتوالدت، قال: هذا دين حسن، ومكث، فإذا لم تلد امرأته، ولم تنتج خيله، قال: هذا دين سوء، ورجع، إذًا، وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ والذي يكون على حرف غير ثابت؛ لأنه على الحافة، عرضة للانهيار في أي لحظة، فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ، لماذا لأنه؟ لا يريد بعمله إلا الدنيا، فإذا جاءت الدنيا عمل، وإذا ما جاءت الدنيا لم يعمل، فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ سورة التوبة:58 قيل: كانت فتاة تريد ابن عمها في الزواج، تحلم به، فمكثت تصلي، وتصوم، وتتلو القرآن، وتدعو أربع سنين، ولكن حدث أن تزوج غيرها، فانتكست، وانتكبت، وانقلبت، وتركت الصلاة والعبادة كلها، لماذا؟ لأن كل ما عمل من أجل فلان، فلما ما حصل فلان من الدنيا، هذا الزوج، ترك الدين، ومن هذا القبيل من يدرس العلم الشرعي للوظيفة فقط، طيب، دراسة العلم الشرعي عبادة لا تجوز لغير الله، أنت تتعلم دينه، فمن قال: أدرس الشريعة، لماذا؟ قال لأفتح مكتب محاماة فقط، ليس له في الآخرة من خلاق، وليس له عند الله نصيب؛ لأنه ما عمل العبادة إلا للدنيا، فماذا يقال يوم القيامة لأول أربعة تسعر بهم النار؟ أول من تسعر بهم النار، عالم، وحافظ قرآن، قارئ، ومتصدق، ومجاهد، فيقال للعالم: فيم تعلمت العلم؟ فيقول: تعلمته فيك، يعني: لأجلك، فيقال: كذبت، تعلمت ليقال: عالم، خذوه إلى النار، يؤتي بالحافظ، والقارئ، فيم قرأت؟ قال: قرأت فيك القرآن، قال: كذبت، قرأت ليقال: فلان قارئ، وقد قيل، أخذت أجرك في الدنيا، خذوه إلى النار، يؤتى بالمتصدق فيقول: فيم تصدقت؟ فيقول: فيك، فيقال: كذبت، تصدقت ليقال: فلان كريم، المحسن، الكريم، الكبير، وقد قيل، أخذت أجرك في الدنيا، خذوه إلى النار، ويقال للمجاهد هذا فيم جاهدت؟ قال: جاهدت في سبيلك، وقتلت في سبيلك، فيقال: كذبت إنما جاهدت ليقال: فلان شجاع، وفي رواية: فلان جرئ، وقد قيل، خذوه إلى النار، أول أربعة تسعر بهم النار يوم القيامة. المسألة خطيرة والله، وجديرة منا بالعناية، وتصفية النوايا، (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها )كمهاجر أم قيس، (فهجرته إلى ما هاجر إليه). فوائد ومنافع العبادات. وهنا يبدو ويظهر سؤال، وهو: أليس لبعض الأعمال الصالحة فوائد دنيوية؟ ومنافع معجلة؟ أليس الاستغفار قال الله في شأنه في سورة نوح: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًاسورة نوح: 10-12 أليست صلة الرحم وهي عبادة، لها منفعة في الدنيا، كما أخبر عليه الصلاة والسلام عن واصل الرحم، ( من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره)، يعني: يطال في عمره، (فليصل رحمه) ، أليس قد ذكر؟ فهناك فوائد، صلاة الفجر في الجماعة، (من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله) ، يعني: في حفظه، وكلاءته، ورعايته؟، أليس قد ذكر في فوائد السواك أنه: (مطهرة للفم) بالإضافة إلى أنه (مرضاة للرب؟) ، أليس قد شرع الله للمجاهدين الغنائم؟ والغنائم أمر دنيوي، فعلى أي شيء يدل هذا؟ الجواب: يدل على كرم الله، أن الله كريم، له ثوابان، معجل، ومؤجل، قال الله تعالى: مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِسورة النساء:134. إذًا، كيف نفعل بهذا مع ما تقدم؟ الجواب: إن الله لما ذكر منافع للعبادات في الدنيا أراد أن ينشط همم العباد إليها؛ ولأنه كريم يعطي هنا وهناك، فقد ذكر ذلك لعباده، لا لأجل أن يجعلوه يعني: المنفعة الدنيوية للعبادة هو القصد، وهو المبتغى، وهو الهدف، وهو المبعث على العمل، لا، لكن؛ ليبين لهم أنهم إذا عملوا له ابتغاء وجهه، ورجاء ما عنده من الثواب، وللدار الآخرة، فإنه سيعطيهم مع ما قصدوه هناك شيئًا هنا أيضًا؛ لتطمئن النفوس، وتتحمس للعمل، وتشكر ربها على النعمة؛ ولتعلم أنه كريم، واسع العطاء، يعطي هنا وهناك؛ ولذلك قال العلماء: من عمل العمل لله لا لغيره، ولا أشرك معه أحدًا من الناس، ولا لأجل الدنيا، عمل لله، ابتغاء وجه الله، يرجو ثواب الله، ويخشى اليوم الآخر، وكان قصد الدنيا تبعًا لا أصلاً، انتبه أيها المسلم، الأخ الحبيب الكريم، أن يكون هذا الشيء الدنيوي تبعًا لا أصلاً، فلا ينشأ العمل لأجله، ولا يكون هو الباعث عليه الغالب، ويكون تبعًا لا أصلاً، فهذا لا يضر، ولا حرج، ولا يأثم عليه الإنسان؛ ولذلك لو مرض فسمع (داووا مرضاكم بالصدقة) فتصدق لله، يرجو ثواب الله، ويرجو الحسنة بعشر أمثالها عند الله، ونظره إلى اليوم الآخر، والشفاء في الدنيا تبع لا أصلاً، وهو الباعث الأساسي ولا أنشئ العمل من أجله، العمل لله، وللأجر ولمضاعفة الأجر فلا يضر أن يكون هناك شيء تبعي ضمني في هذا الأمر، أما من أنشأ العمل كله للدنيا فكل القصد من الصدقة الشفاء من المرض، العلاج ،الآن ما ينظر الآخرة أبدًا، فليس له عند الله من نصيب يوم القيامة، وقد نشأ عن ذلك أنواع من الأعمال الغريبة، فمثلاً: تسمع في الشبكات، وتقرأ، ما حكم قراءة سورة البقرة ابتغاء الزوج؟ فهي لا تقرأ سورة البقرة لأجل الحسنة بعشر أمثالها، وما عند الله، ولكن لأجل الزوج فقط، هذه بحسب القواعد الشرعية ليس لها عند الله من خلاق، ثم من الذي قال: إن البقرة للزوج، والواقعة للمال، ويس لكذا؟ يقطع سور القرآن على حاجات الدنيا، هذا التأليف غير مقبول، (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) ، شرع الله الدعاء، أنت تدعو الله عبادة، وتسأله ولدًا، شفاء مريض، بيتًا واسعًا، امرأة صالحة، ذرية طيبة، رزقًا حسنًا، وظيفة طيبة، ادع الله، دعاؤك عبادة، لها أجر يوم القيامة، ودعاؤك لحاجة في الدنيا، وهذا مشروع ومعلوم ولا حرج فيه، ولا بأس، فإذًا، لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلاً من ربكم فإنه لا يريد أن يقول لنا: حجوا للتجارة فقط، ومن حج للتجارة فقط فليس له عند الله من خلاق، لكن من حج لله يرجو ثواب الله، (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) ، (الحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة)، وأراد مع ذلك تجارة، تبعًا ضمنًا لا أصلاً، ولا أساسًا، ولا الباعث الأول، ولا أنشأ العمل من أجله، فلا يضر، وهذا فقه دقيق، نحتاج إليه، ومن تأمله انفصلت عنه كثير من الشبهات، وزال كثير من الغموض، واتضح كثير من الرؤية في هذه المسألة، التي يكثر فيها النقاش، فإذا كان القصد الدنيوي ديني أيضًا اتضحت الصورة أكثر، كما قال بعض السلف لابنه: يا بني إني لأزيد في صلاتي من أجلك، قالوا: معناها: ليحفظ، يعني: ليكون الولد مهديًا محفوظًا من شياطين الإنس والجن، إلى آخره، هذا قصد صحيح في الدنيا الآن، لكنه ديني، هداية الولد، سلامة الولد، أن يكون الولد طيبًا، مهتديًا، وكذلك من أراد بعمل، حتى لو كان في الحج تجارة، أن يكف وجهه عن الناس، أن يغني نفسه، أن يعيل أهله والديه، هذه واجبات شرعية، ليست قضايا دنيوية بحتة، فهنا يكون أمرًا طيبًا أيضًا. اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الإخلاص، يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك نعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ونسألك الرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله، أشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، رب الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، دعا إلى الله، حبيبنا، وسيدنا، وقدوتنا، اللهم ارزقنا شفاعته، وأوردنا حوضه، واجعلنا من رفقته يوم الدين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى أزواجه، وذريته الطيبين، وآله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. مفهوم الحرية الشخصية. عباد الله: في محل من المحلات دخل شخص قد علق في رقبته شيئًا مثل الخرزات المتتابعات، فقال له رجل: لفت نظري يا أخي هذا الذي تعلقه في رقبتك، قبل أن يتم العبارة قال: حرية شخصية، ما معنى حرية شخصية؟ ما هذا المذهب الجديد؟ الحرية الشخصية تجعل كل إنسان يعمل ما يريد، الحرية الشخصية تمنع النصيحة في الدين، ما هذه الحرية الشخصية؟ أيها الإخوة إنه يؤلم والله أن يوجد في أبناء الإسلام من عنده هذا التأثر بالأطروحات، التي إذا حللتها، ونظرت في أبعادها، ستجد أنها تؤول في النهاية إلى مذهب الوجودية الإلحادي، ومذهب إطلاق الحريات الغربي، الذي هو مناقض في أصله لشريعة الإسلام، وإذا أخذنا المسألة الفرعية ثم رجعنا إلى المسألة الأصلية فإن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (من علق تميمة فقد أشرك) ، وهذا الحديث له سبب: أن أناسًا جاؤوا يبايعون النبي -صلى الله عليه وسلم- تسعة، فبايع منهم، والتاسع لم يبايعه، قالوا: بايعت فلانًا وفلانًا وما بايعت فلانًا، قال: (إنه علق) يعني: التميمة، ثم أدخل يده فقطعها، ثم بايعه، وقال عليه الصلاة والسلام: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له) يعني: يدعو عليه بنقيض قصده؛ لأنه يعلقه وهو يعتقد أن المعلق يحفظه، من الذي يحفظ؟ الله -عز وجل- فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَسورة يوسف:64، نحن الآن ما نتكلم عن المعلق لزينة؛ لأن التعليق في الرقبة للزينة شأن النساء، هو مباح، وهذه القلائد معروفة، والنساء يتزين بالتعليق في الرقبة، لكن التعليق للحفظ، والحماية، التعليق، تعليق الرموز والشعارات، لو فتحت القضية في حرية شخصية لعلق بعض الناس الصلبان، وقال: حرية شخصية، وعلق بعض الناس رموز عبدة الشيطان، وعلقوا الجمجمة والعظمتين، وعلق سن الفيل، كما يعلق الوثنيون، كما يرون، يعلقون أشياء، ويعتقدون فيها أنها تحفظ، وتدفع، كانت العرب تعلق الخرز؛ لدفع العين، الله -عز وجل- لما جاءنا بهذا الدين، وفيه المعوذتان، وفيهما: وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَد * قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سورة الفلق:2-2. إذًا، العوذ: الالتياذ، والتحصين، والتحصن، واللجوء إلى الله، لا إلى تمائم، ولا خرز، ولا ودع، ولا خيطان، ولا أي مادة من المواد، هذه المواد لا تضر ولا تنفع، الحجر الأسود هذا كله لا يضر ولا ينفع، (ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك) . العوذ: الالتياذ، والتحصين، والتحصن، واللجوء إلى الله، لا إلى تمائم، ولا خرز، ولا ودع، ولا خيطان، ولا أي مادة من المواد، هذه المواد لا تضر ولا تنفع، الحجر الأسود هذا كله لا يضر ولا ينفع، (ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك) . إذًا، الذي يعلق للدفع، أو يعلق افتخارًا بالشعار الذي علقه، هناك شعارات خطيرة، تعلق كما نعلم، وأما المسألة الأساسية -أيها الإخوة- فلا بدّ أن يكون عندنا تعبد لله، يعني: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْسورة النساء:65، ليس القضية الحرية الشخصية المطلقة، نحن نأكل ما نشاء، حرية، الشرع أطلق لك الحرية، لكن وضع قيودًا، خنزير، لا، ميتة، لا، دمًا مسفوحًا، لا، قال: البس ما شئت، حرية لكن الرجل لا يلبس حريرًا، ولا ذهبًا، هناك ألبسة لا يجوز لبسها، إذًا، هناك قيد شرعي، تزين -يا أيها الرجل- بخاتم الفضة، تزيني -يا أيتها المرأة- بالذهب في الأصابع، والأذنين، والعنق، والعضد، والخلخال في الساق، لكنيُبْدِينَ زِينَتَهُنَّسورة النــور: 31، هناك ضوابط، وأما قضية أن نعلق، (من تعلق شيئًا وكل إليه) ، ما معنى هذا الحديث؟ (وكل إليه) ، الله يتخلى عنه، ما دمت تعتقد أن هذه تعوذك، وهذه التي تحميك ،وهذه التي تحصنك، يتخلى الله عنك؛ ولذلك -أيها الإخوة- لا بدّ فعلاً أن يكون هناك رجوع للدين، وتمحيص للمواقف، والأقوال، والأعمال؛ لتكون وفق الشريعة، حتى نخرج من هذه الدنيا والله راض عنا، ونحن موحدون، لا ندخل في عملنا شركًا. اللهم اغفر لنا أجمعين اللهم إنا نسألك في ساعتنا هذه أن تخرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، اللهم تول أمرنا، واجمع على الحق شملنا، واقض ديوننا، وبارك لنا في أرزاقنا، ووسع لنا في دورنا، وهب لنا من لدنك ذرية طيبة يا سميع الدعاء، يا أرحم الرحمين، يا رب العالمين، اشف مرضانا، وارحم موتانا، واهد ضالنا. اللهم إنا نسألك لإخواننا المستضعفين العون، يا أرحم الرحمين، اللهم اجبر كسرهم، اللهم ارحم ضعفهم، اللهم أغثتم، اللهم عجل فرجهم، يا رحيم، يا كريم، يا ودود، يا جواد، يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد، لا تخرجنا من هذا المكان إلا وقد غفرت لنا ذنوبنا، يا أرحم الراحمين، آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، واجعل بلدنا هذا آمنا مطمئنًا، وسائر بلاد المسلمين، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَسورة الصافات:180-182

1. سنّة الله ماضية وليس بينه وبين أحد من خلقه نسب فيمحّص المؤمنين ويميز الخبيث من الطيب ويمحق الكافرين ولو بعد حين سنّة الله ماضية وليس بينه وبين أحد من خلقه نسب فيمحّص المؤمنين ويميز الخبيث من الطيب ويمحق الكافرين ولو بعد حين 2. وحتى أهل القتال لما كانت الانحرافات ونوايا السوء تدخل بعضهم من الغلو وإرادة الدنيا والمال والزعامة والبغي على غيرهم كان لهم من التمحيص نصيب 3. ولما دخلت الفتنة بين المسلمين بعد النبي ﷺ حتى وقع القتل فيهم فإن دخول الفتنة بين غيرهم ممن هو أقل منهم إيمانا وعلما أقرب وأشدّ 4. وميادين القتال التي فيها حمل السلاح يمكن أن يتحول فيها بسهولة إلى فتنة فهو يؤثر في نفوس حامليه فمن لم ينضبط منهم بميزان الشرع هلك وأهلك 5. ولذلك لم يؤذن لمجتمع المسلمين الأول بحمل السلاح إلا بعد مسيرة طويلة من العلم والإيمان والعبادة والدعوة والتربية قاربت ١٥ سنة واستمرت بعدها 6. ولا بد قبل الكلام في أمر فتنة القتال من استحضار الظروف التي مرت وتمر بالساحة الشامية لإقامة العذر والعدل في الحكم 7. فإن القتال في الشام جاء: - وقد أخذ العدو المجرم المسلمين بالشام وهو مستعد بسلاحه وجيشه وهم عُزّل - وأن الجهاد فيها جهاد دفع في أصله ثم تشكّلت كتائب المسلمين للمدافعة - وأن العوامل الجغرافية وتعدد المدن المنكوبة وطبيعة المدافعة والهبّة للدفاع عن المستضعفين ، قد أدّت إلى نشوء مجموعات ليست تحت راية واحدة - وأن مجرمي العالم قد أجلبوا على مسلمي الشام بخيلهم ورجلهم كفارا ومشركين - اختراق كتائب من الشبيحة والمنافقين من جهة واللصوص والمجرمين 8. فصارت مكامن الخطر على الجهاد الشامي : - كتائب المنافقين المجهزة المدعومة داخليا وخارجيا - وأهل الغلو - والشبيحة واللصوص - وأخطاء الصادقين

9. ولما كانت المقدمات الخاطئة تقود إلى نتائج آثمة كان كل من ضلّ عن النهج النبوي في أمور القتال قاده انحراف ما اعتقده بقلبه إلى ظلمه بسلاحه بيده 10. فإذا اعتقدت مجموعة - مثلا - أنها أقامت دولة الإسلام وأن قائدها هو أمير المؤمنين فإن نتيجة ذلك أن تعتقد بأن له السمع والطاعة على الجميع، وأن كل من ليس تحت إمرته فهو خارج عنه وأنها تقيم الحدود وتنصّب الأمراء على البلدان وأن لها التصرف في الأموال العامة من النفط والقمح وغيرها، وأن لهم أن يخضعوا غيرهم لهم بالقوة وأن يوقفوا من شاءوا وأن لهم تنصيب المحاكم الشرعية والقضاة وأن كل محكمة أخرى بغير إذنهم هي لاغية وهكذا 11. وهذا الانحراف ولاشك سيكون سببا للتنافس على المناطق والأقاليم والاقتتال تبعا لذلك فيكون هذا سببا عظيما للفتنة وإراقة الدماء المعصومة 12. فإذا انضم إلى ذلك التكفير الباطل وما يستتبعه من استباحة دماء بعض المسلمين وأموالهم وعدم العذر الصحيح بالجهل ولا بالإكراه ولا بالشبهة13. ومخالفة قاعدة: - من ثبت إسلامه بيقين لايخرج منه إلا بيقين - والأصل إجراء أحكام الناس على الظاهر - ولا يُحكم بكفر المسلم إلا بعد إقامة الحجة - وأن الحكم بالتكفير من اختصاص أهل الفتوى والعلم بالقضاء - وأن إقامة حدّ الردّة وغيره لها شروط متعلقة بالإمامة وهيمنة سلطة الإسلام - وغير ذلك من القواعد التي إذا حصلت مخالفتها مع الأَثَرة والاستعلاء والغلظة وقلة الخبرة وضياع الحكمة حصل الخوض والتوسع في الدماء ولا ريب 14. ومن الأسباب العظيمة أيضا لسفك دماء المسلمين بالشام تلك الفئات المندسة من المنافقين الذين يُغرون العداوة بين الكتائب المسلمة بالمكر والخبث 15. فيُطلقون النار من جهة فصيل على جهة الفصيل الآخر كما فعله سلفهم أيام علي ومعاوية رضي الله عنهما وقد ثبت هذا في مواقف عدة فكيف إذا رافق هذا تصعيد إعلامي بمكر خبيث في التحريش بين كتائب المسلمين من معرّفات تتكلم باسم هذا وباسم ذاك فتُغري بينهم العداوة والبغضاء وتوقد نار الفتنة 16. وهناك أعداء مندسون يُنشبون الحرب بين المسلمين من أشكال هذا وأمثاله يتظاهرون بالتدين وهم شبيحة يوقدون الفتنة pic.twitter.com/QhIqeZbZdf 17. مخاطر ومحاذير: - الخناجر الثلاثة في ظهور المجاهدين: المنافقون والغلو واللصوصية لخناجر الثلاثة في ظهور المجاهدين: المنافقون والغلو واللصوصية - الفوضى في المناطق المحررة - تنفير العامة من الدين - تشويه سمعة الجهاد في الداخل والخارج - وما يتبعه من ضعف أو انقطاع عون المسلمين لإخوانهم - تحول السلاح من الجبهة ضد العدو إلى نحور المسلمين - العدوان والبغي على دماء المسلمين وأعراضهم - فقدان الحاضنة الشعبية وتعاطف العامة ومؤازرتهم وانقلاب البعض إلى تمني عودة نظام الإجرام 18. خطوات سريعة مطلوبة: - استكمال خطة الوحدة الإسلامية بين الكتائب المسلمة - إنشاء محكمة إسلامية عليا للفصل في النزاعات يستجيب الجميع لها - مناصحة أهل الغلو كما فعل ابن عباس رضي الله عنه - التواصل مع المنضمين مع كتائب وكلاء الأعداء الخارجيين فقد يستجيب بعض من انضم إليهم ويتركهم - استمالة الكتائب التي فيها بعض البدع كالتصوف ودعوتهم بالحسنى إلى كلمة سواء - القيام بجهد دعوي مكثف مع كتائب اللصوص وتكثيف الوعظ والدعوة للتوبة - تنفيذ قوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله .. ) - التفريق بين قتال الكفار والمرتدين وقتال البغاة الذين يظلمون الناس، وقتال دفع الصائل، وقتال الفتنة يكون بين فئتين من المسلمين كلاهما على المنهج الحق، ولكن نزغ الشيطان بينهما. - ومن الفروق المهمة بين قتال الكفار والمرتدين وقتال أهل البغي، أن المرتد يُقتل ولو كان جريحًا وأما البغاة فيقاتلون حتى تنكسر شوكتهم ولا يُجهز على جريحهم من الفروق المهمة بين قتال الكفار والمرتدين وقتال أهل البغي، أن المرتد يُقتل ولو كان جريحًا وأما البغاة فيقاتلون حتى تنكسر شوكتهم ولا يُجهز على جريحهم - ولا تُسبى نساؤهم ولا يُتّبع مدبرهم ولا تؤخذ أموالهم غنائم.. مع استعمال قاعدة: درء المفسدة بالأسهل فالأسهل وعدم المواجهة بالأشد إذا أمكن الأخفّ - استنفاذ الوسع في الإصلاح - أنه لا يحكم بقتال البغاة إلا العلماء على ضوء الأخبار الصحيحة عن الواقع - إحياء وتقوية سلطان الشرع ليكون حاكما وفاصلا - العدو الأصلي هو نظام الإجرام وأعوانه فلا يجوز تركهم ولا الانسحاب من الجبهات ضدهم ولا إخلاء الثغور لهم بل لا يجوز تركهم يشمتون بالمسلمين. - المقرات والسلاح والعتاد في جهاد الشام ليست للنهب ولا للعدوان ولا للاستيلاء استئثارا وإنما هي لمصلحة الدين والمسلمين لا تُؤخذ إلا لذلك - الحذر من مؤامرات الإبعاد والفصل بين جنود الإسلام وبين العلماء ودعاة أهل السنة داخل البلد وخارجه وأنه يُستفاد من علم ورأي كل صاحب علم وحكمة - التسليم للكتاب والسنّة (أطيعوا الله ورسوله) وأن العلم الشرعي يحكم في السلاح والجنود والقادة والخلافات والإذعان لذلك (سمعنا وأطعنا).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire