lundi 31 juillet 2017

الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة

محاضرات وندوات خارجية - تركيا - المحاضرة ( 4 ) : الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2003-05-06 بسم الله الرحمن الرحيم أيها الإخوة أهلاً بكم جميعاً مع الدكتور محمد راتب النابلسي وهو المحاضر في جامعة دمشق ومدير معهد وكاتب ومؤلف وصاحب دعوة والحمد لله الذي أكرمنا بهذا اللقاء الطيب في وقت دار السلام وأهلاً بالضيوف الكرام جميعاً. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين مسينا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين، اللهم ما أمس بنا من نعمة أو أحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك له ولك الحمد ولك الشكر. أيها الإخوة: في هذه المحاضرة الطيبة إنشاء الله سوف يقدم لنا الدكتور الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة وتعلمون أيها الإخوة أن الله عز وجل الخالق هو الذي خلق هذا الكون وهو الأعلم به والله عز وجل خلق هذا الكون بنظام فلا يمكن أن تكون الحقائق العلمية الثابتة أن تتعارض مع الكتاب وما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالله عز وجل من أسماءه أنه الحكيم الذي يضع الشيء في مكانه وأنه هو العلم فهو عليم بهذا الكون وقدير بهذا الكون فالله عز وجل هو الرحيم فهو رحيم بنا وهو الغفور وهو أيضاً الودود، الودود من أجل الأسماء وهو اللطيف فهو لطيف بعباده فاله عز وجل خلق هذا الكون وفق نظام وإن الحقائق العلمية الثابتة لا تتعارض مع ما جاء به الله عز وجل ونواميس الكون، فنحن نكتشف القليل وهناك الكثير والكثير، نحن نكتشف اليسير فقط، وهناك فروقات بين النظرية والحقيقة العلمية لا يجوز أن نخلط بين هذا وهذا فالنظرية هي عبارة عن شيء ممكن أن يأتي زمان وتنتقض هذه النظرية أما الحقيقة العلمية الثابتة فهي لا يمكن إلا أن تكون كذلك. شكراً جيلاً. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. وأكرر ثانيةً شكري العميق للإخوة القائمين على هذا الوقف، وقف دار السلام على دعوته الكريمة وعلى ترحيبهم وإكرامهم وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعلني عند حسن ظنكم وأكون في المستوى الذي تطمحون إليه. أيها الإخوة الأكارم: بادئ ذي بدء الحق دائرة يتقاطع فيها أربعة خطوط وكل كلمة نقيدها بصفة خط النقل الصحيح وخط الواقع الموضوعي وخط الفطرة السليمة والعقل الصريح، الواقع الموضوعي خلق الله عز وجل والعقل مقياس أودعه الله فينا والفطرة جبلة جبلة جبلنا عليها والنقل وحيه والأصل هو الله فإذا اتحدت الفروع في أصل واحد فهي فيما بينها متحدة، إذاً مستحيل وألف ألف مستحيل أن يتناقض النقل الصحيح مع العقل الصريح مع الفطرة السليمة مع الواقع الموضوعي. هذه الكلمة تعقيب على ما تفضل به أخينا الكريم أبي ياسر في موضوع أن العقل والفطرة وأن الوحي لا يتناقض مع العقل والعلم لكن قد يتناقض نص غير صحيح مع حقيقة علمية وقد يتناقض نص صحيح مع نظرية علمية وقد يتناقض تأويل غير صحيح بنص صحيح مع حقيقة علمية، أما العقل الصريح والنقل الصحيح والفطرة السليمة والواقع الموضوعي هذه فروع من أصل واحد هو الله إذاً فيما بينها متساوية. إذاً أيها الإخوة: أولاً يستحيل على كلام الله المطلق أن يقول كلاماً لا معاً له في القرآن الكريم آلف وثلاث مئة آية تتحدث عن الكون لماذا أورد الله هذه الآيات في كتابه الكريم وهو الكتاب الذي يتعبد في تلاوته إلى يوم القيامة، وماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة ثلاثة عشر عاماً في المرحلة المكية ؟ وبما أن العيون والأبصار لا تدرك عظمة الله عز وجل فما السبيل إلى معرفته ؟ أيها الإخوة هذا هو موضوع المحاضرة اليوم إن وجدتم في العالم الإسلامي خللاً بسبب أن الأمر الإلهي بين أيدي المسلمون ولكنهم لا يطبقونه الجواب الدقيق العلمي أنهم عرفوا الأمر ولم يعرفوا الآمر لذلك تفننوا في التفلت من أمره ولو عرفوا الأمر وعرفوا الآمر لتفانوا في طاعته، يمكن أن نعزو الخلل الخطير في الحياة المسلمين إلى ضعف معرفتهم بالآمر ومعرفتهم الجيدة بالأمر، لا يملكون إرادةً يحملون بها أنفسهم على طاعة الله لأن معرفتهم بالله ضعيفة لذلك هذه العبادة عبادة التفكر كأنها معطلة في العالم الإسلامي عرفوا الأمر ولم يعرفوا الآمر لذلك تفلتوا من طاعته ولو أنهم عرفوا الآمر ثم أنهم عرفوا الأمر لتفانوا في طاعته. من هنا تشتد الحاجة اليوم إلى موضوعات كهذه الموضوعات تبين أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل القرآن هذه حقيقة أولى. الحقيقة الثانية أيها الإخوة أن كل شيء خلقه الله عز وجل له مهمتان الأولى كبيرة جداً والثانية صغيرة جداً يؤخذ هذا من قول النبي عليه الصلاة والسلام يوم رأى هلالاً فقال هلال خير ورشد ننتفع به في الدنيا وهذه مهمته الصغيرة وقد برع الغرب بكل ما في الأرض أما المهمة الكبرى أن يكون هذا الشيء وسيلة لمعرفة الله عز وجل هلال خير ورشد يعني هذا الكون بكل ما فيه مسخر للإنسان تسخيرين، تسخير تعريف وتسخير تكريم. ولأضرب على هذا مثلاً لو أن وواحداً فقيراً جداً لا يتيح له دخله القليل أن يلعق لعقة عسل واحدة وقع تحت يده كتاب عن النحل والعسل فبكى خشوعاً لله عز وجل نقول هذا الإنسان الفقير حقق الهدف الأول من خلق النحل والعسل لأنه تعرف من خلالهما إلى الله عز وجل وبالتعبير العامي والذي انفزر عسل وما فكر في هذه الآية الدقيقة عطل الهدف الأكبر من خلق النحل والعسل لذلك التفكر في خلق السماوات والأرض طريق معرفة الله عز وجل وفي آية كريمة: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)﴾ [ سورة الجاثية: الآية 6]....

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire